كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> قال بعضهم‏:‏ الصلة نوع من التوحيد لأن الألفة اجتماع والاجتماع اتحاد والقطيعة افتراق والافتراق كثرة والكثرة ضد التوحيد فلذلك قطع اللّه قاطع الرحم لأن اللّه واحد لا يصل إلا واحداً متصفاً بالتوحيد‏.‏

- ‏(‏طس عن عمرو‏)‏ قال في التقريب‏:‏ صوابه عمر ‏(‏بن سهل‏)‏ الأنصاري رمز لحسنه‏.‏ قال الذهبي‏:‏ سمع من النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم في صلة الرحم إن صح ذلك اهـ‏.‏ قال الهيثمي فيه من لم أعرفهم اهـ‏.‏ وقضية صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجاً في أحد دواوين الإسلام الستة والأمر بخلافه فقد عزاه الحافظ في الفتح إلى الترمذي عن أبي هريرة بلفظ صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر هكذا ذكره‏.‏

5004 - ‏(‏صل من قطعك‏)‏ بأن تفعل معه ما تعدّ به واصلاً فإن انتهى فذاك وإلا فالإثم عليه ‏(‏وأحسن إلى من أساء إليك‏)‏ ومن ثم قال الحكماء‏:‏ كن للوداد حافظاً وإن لم تجد محافظاً وللخل واصلاً وإن لم يكن مواصلاً، وقال الغزالي‏:‏ رأيت في الإنجيل قال عيسى ابن مريم لقد قيل لكم من قبل إن السنّ بالسنّ والأنف بالأنف والآن أقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر بل من ضرب خدك اليمين فحول إليه اليسار ومن أخذ رداءك فأعطه إزارك ومن سخرك معه ميلاً فسر معه ميلين وكل ذلك أمر بالصبر على الأذى ‏[‏ قال الشهاب في شرح الشفاء‏:‏ قال بعض الحكماء لا يحملنك سب الجهول لك وجرأة السفيه عليك على الإجابة عليه بل حلم يفني صبرك خير من سفه يشفي صدرك‏.‏‏]‏

‏(‏وقل الحق ولو على نفسك‏)‏ فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوّك المشاق مثل الولي الحميم مصافاة لك وما يلقى هذه الخليقة التي هي مقابلة القطع بالوصل والإساءة بالإحسان إلا أهل الصبر وإلا رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير ‏{‏وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم‏}‏ قال ‏[‏ص 197‏]‏ في الإتحاف‏:‏ هذا الحديث تعليم بمعالم الأخلاق التي يسبق بها مع السباق‏.‏

- ‏(‏ابن النجار‏)‏ في تاريخ بغداد ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ ورويناه في جزء لابن شاذان عن أبي عمرو بن السماك من حديث علي بن الحسين عن جده عليّ بن أبي طالب قال‏:‏ ضممت إليَّ سلاح النبي صلى اللّه عليه وسلم فوجدت في قائم سيفه رقعة فيها صل من قطعك إلخ قال ابن الرقعة في المطلب‏:‏ ليس فيه شيء إلا الانقطاع‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ وفيه نظر لأن في سنده الحسين بن زيد بن علي ضعفه ابن المديني وغيره‏.‏

5005 - ‏(‏صلوا قراباتكم‏)‏ بأن يفعل أحدكم معهم ما يعدّ به واصلاً ‏(‏ولا تجاوروهم‏)‏ في المساكن ‏(‏فإن الجوار يورث الضغائن بينكم‏)‏ أي الحقد والعداوة جمع ضغينة وهي الحقد والعداوة والبغضاء قال في الإتحاف‏:‏ ويتجه حمله على من توهم منه ذلك فإن غلب على الظن السلامة من ذلك لم تكره مجاورته وإن غلب على الظنّ وقوع ذلك كرهت فإن كل ذي نعمة محسود، فإذا اطلع القريب على قريبه وقد زاد اللّه عليه في الرزق وشاهد ذلك غدواً وعشياً قوي حسده ‏[‏وليس الحسد السبب الوحيد في زيادة الضغائن، حيث أن للمسلم على المسلم، وللجار على الجار، وللرحم على الرحم، واجبات عديدة حددها الشرع‏.‏ فمن جاور قرابته كان عليه القيام بتلك الحقوق مجتمعة، فإذا قصر تولدت الضغائن لا محالة، حيث أن الحكمة في أكثر تلك الحقوق هي قوام المجتمع السليم، ومهما كثر تقصيره كثرت الضغائن‏.‏ دار الحديث‏]‏

<تنبيه> قال الراغب‏:‏ المعاداة قد تكون بسبب الفضيلة أو الرذيلة كمعاداة الجاهل للعالم وقد تكون بسبب تجاذب نفع دنيوي كالتجاذب في رئاسة أو جاه أو مال وقد تكون بسبب لحمة ومجاورة مورثة للحسد كمعاداة بني الأعمام بعضهم لبعض وذلك في كثير من الناس كالطبيعي، وقال رجل لآخر‏:‏ إني أحبك‏.‏ قال‏:‏ علمت ذلك‏.‏ قال‏:‏ من أين‏؟‏ قال‏:‏ لأنك لست بشريك، ولا نسيب، ولا جار، ولا قريب، وأكثر المعاداة تتولد من شيء من ذلك‏.‏

- ‏(‏عق‏)‏ وكذا أبو نعيم والديلمي ‏(‏عن أبي موسى‏)‏ الأشعري‏.‏ ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه العقيلي خرجه ساكتاً عليه وهو تلبيس فاحش فإنه أورده في ترجمة سعيد بن أبي بكر بن أبي موسى من حديث داود المحبر عن عبد اللّه بن عبد الجبار عن سعيد هذا عن أبيه عن جده مرفوعاً ثم قال أعني العقيلي‏:‏ حديث منكر وسعيد حديثه غير محفوظ ولا يعرف هذا الحديث إلا به وليس له أصل والراوي عنه مجهول انتهى وفي الميزان حديث منكر والآفة ممن بعد سعيد وداود ضعيف ولهذا حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع‏.‏

5006 - ‏(‏صلت الملائكة على آدم‏)‏ لما مات ‏(‏فكبرت عليه أربعاً‏)‏ من التكبيرات ‏(‏وقالت‏)‏ مخاطبة لبني آدم ‏(‏هذه سنتكم يا بني آدم‏)‏ أي طريقتكم الواجب عليكم فعلها لمن مات منكم أبد الآبدين وفيه أن الصلاة على الجنازة ليست من خصوصيات هذه الأمة ‏[‏ قال الزيادي‏:‏ يمكن حمل القول بالخصوصية على كيفية مخصوصة مشتملة على قراءة الفاتحة والصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم، والقول بعدم الخصوصية على غيرها‏.‏‏]‏

- ‏(‏هق عن أبيِّ‏)‏ بن كعب رمز المصنف لصحته وهو هفوة فقد تعقبه الذهبي في المهذب بأن فيه عثمان بن سعد وفيه لين‏.‏

5007 - ‏(‏صل صلاة مودع‏)‏ أي مودع لهواه مودع لعمره وسائر إلى مولاه ‏(‏كأنك تراه‏)‏ عياناً ‏(‏فإن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي الناس تعش غنياً‏)‏ وفي رواية الطبراني وايأس مما في أيدي الناس تكن غنياً ‏(‏وإياك وما يعتذر منه‏)‏ أي احذر أن تفعله بحال وقد سبق تقريره‏.‏

- ‏(‏أبو محمد‏)‏ عبد اللّه بن عطاء ‏(‏الإبراهيمي‏)‏ نسبة إلى جده الهروي الواعظ روى عنه الديلمي وغيره ‏(‏في كتاب الصلاة وابن النجار‏)‏ في تاريخ بغداد ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول اللّه حدثني بحديث واجعله موجزاً فذكره وقضية صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد من ‏[‏ص 198‏]‏ المشاهير الذين رمز لهم مع أن الطبراني خرجه في الأوسط عن ابن عمر قال الهيثمي‏:‏ وفيه من لم أعرفه‏.‏

5008 - ‏(‏صل‏)‏ يا عمران بن حصين الذي ذكر لنا أن به بواسير حال كونك ‏(‏قائماً‏)‏ أي صلي الفرض قائماً ‏(‏فإن لم تستطع‏)‏ القيام بل لحقك به مشقة شديدة أو خوف زيادة مرض أو هلاك أو عرق أو دوران رأس راكب السفينة ‏(‏فقاعداً‏)‏ أي فصل حال كونك قاعداً كيف شئت والافتراش أفضل ‏(‏فإن لم تستطع‏)‏ القعود للمشقة المذكورة ‏(‏فعلى‏)‏ أي فصل على ‏(‏جنب‏)‏ وجوباً مستقبل القبلة بوجهك وعلى الأيمن أفضل ويكره على الأيسر بلا عذر قال البيضاوي وغيره‏:‏ هذا حجة للشافعي وأحمد أن المريض يصلي مضطجعاً على جنبه الأيمن مستقبلاً بمقادم بدنه ورد على أبي حنيفة حيث قال لا يصلي على جنب بل مستلقياً ليكون سجوده وركوعه للقبلة فلو أتمها على جنب لكان لغيرها وتأويله الحديث بأنه خطاب لعمران وكان مرضه بواسير وهي تمنع الاستلقاء يدفعه زيادة للنسائي في حديث عمران هذا فإن لم تستطع فمستلقياً لا يكلف اللّه نفساً إلا وسعها واستدل به الحنفية والمالكية على أنه لا يلزم من عجز عن الاستلقاء الانتقال إلى حالة أخرى كالإيماء بالرأس فالطرف وأوجبه الشافعية لخبر إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ‏.‏

<فائدة> قال ابن المنير‏:‏ اتفق لبعض شيوخنا فرع غريب يكثر وقوعه وهو أن يعجز المريض عن التذكر ويقدر على الفعل فألهمه اللّه أن اتخذ من يلقنه فكان يقول أحرم بالصلاة قل اللّه أكبر إقرأ الفاتحة إركع وهكذا يلقنه وهو يفعل ما يقول وفيه وجوب القيام على القادر في الفرض فإن عجز وجب القعود فإن عجز فالاضطجاع‏.‏

- ‏(‏حم خ‏)‏ في صلاة المسافر ‏[‏ومثله في صلاة الجمعة، لذلك فإن السنة تقصيرها مطلقا‏.‏ انظر الحديث 2294 وشرحه‏:‏ إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة‏.‏‏.‏‏.‏ دار الحديث‏]‏ـ

في الصلاة ‏(‏عن عمران بن حصين‏)‏ ولم يخرجه مسلم قال ابن حجر‏:‏ واستدركه الحاكم فوهم‏.‏

5009 - ‏(‏صل قائماً‏)‏ يا من سألنا كيف أصلي في السفينة ‏(‏إلا أن تخاف الغرق‏)‏ أي إلا إن خفت من دوران الرأس والسقوط في البحر لو وقفت فإنه يجوز لك في الفرض القعود للضرورة ‏(‏ك‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ سئل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الصلاة في السفينة فذكره قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم وهو شاذ بمرة وقال البيهقي‏:‏ حديث حسن وأقره عليه العراقي ورواه الدارقطني من حديث ابن عمر هذا وقال‏:‏ فيه بشر بن قاني ضعيف ومن حديث جعفر وقال‏:‏ فيه رجل مجهول ومن حديث ابن عباس وقال‏:‏ فيه حسين بن علوان متروك‏.‏

5010 - ‏(‏صل بصلاة أضعف القوم‏)‏ أي اسلك سبيل التخفيف في أفعال الصلاة وأقوالها على قدر صلاة أضعف القوم والمراد بالضعيف هنا ما يشمل المريض وضعيف الخلقة واتخذ مؤذناً محتسباً ‏(‏ولا تتخذ مؤذناً يأخذ على أذانه أجراً‏)‏ من بيت المال ولا من غيره وتمسك به أبو حنيفة لمذهبه أنه لا يجوز أخذ الأجرة على الأذان وحمله الشافعي على الندب‏.‏

- ‏(‏طب عن المغيرة‏)‏ بن شعبة قال‏:‏ سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يجعلني إمام قومي فذكره قال الهيثمي‏:‏ فيه سعد القطيعي ولم أر من ذكره وقال ابن حجر‏:‏ أخرجه البخاري في تاريخه من حديث المغيرة المذكور ولابن عدي نحوه‏.‏

5011 - ‏(‏صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور‏)‏ القصار أي إن صليت بقوم غير راضين بالتطويل أو تعلق بعينهم حق‏.‏

- ‏(‏حم عن بريدة‏)‏ بن الحصيب رمز المصنف لحسنه‏.‏

5012 - ‏(‏صل الصبح‏)‏ وجوباً معلوماً من الدين بالضرورة ‏(‏والضحى‏)‏ ندباً وقولُ جمعٍ من السلف ‏"‏لا تندب‏"‏، مؤول ‏[‏وكيف لا يؤول قولهم، والحديث صحيح ودلالته واضحة‏!‏ وأشذ ما حصل في زماننا ظهور قوم بلغ من جهلهم التجرؤ على انتقاد من صلى صلاة الضحى، فليتنبه‏.‏

وورد كذلك الحديث الصحيح التالي في صلاة الضحى، فليراجع شرحه‏:‏ 5072‏:‏ صلاة الأوابين حين ترمض الفصال‏.‏

دار الحديث‏]‏

‏(‏فإنها ‏[‏ص 199‏]‏ صلاة الأوابين‏)‏ أي الرجاعين إلى اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏زاهر بن طاهر في سداسياته عن أنس‏)‏ بن مالك رمز المصنف لصحته‏.‏

5013 - ‏(‏صلوا أيها الناس في بيوتكم‏)‏ أي النفل الذي لا تشرع جماعته ‏(‏فإن أفضل الصلاة صلاة المرء‏)‏ أي الرجل يعني جنسه ‏(‏في بيته‏)‏ ولو كان المسجد فاضلاً ‏(‏إلا‏)‏ الصلوات الخمس ‏(‏المكتوبة‏)‏ أي أو ما شرع فيه جماعة كعيد وتراويح فإن فعلها بالمسجد أفضل وأخذ بظاهر الخبر مالك ففضل التراويح بالبيت عليها بالمسجد وأجيب بأن النبي صلى اللّه عليه وسلم إنما قاله خوف أن يفرض عليهم وبعد موته أمن ذلك‏.‏

- ‏(‏خ عن زيد بن ثابت‏)‏ الأنصاري كاتب الوحي قال‏:‏ اتخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجرة في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم خرج إليهم فقال‏:‏ قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم‏:‏ صلوا إلخ‏.‏

‏[‏فعلم منه أن جمع عمر الناس لصلاة التراويح إنما كان لتلك السُّنّة التي عَهِدَها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحيث أن عدم استمرار النبي فيها كان خوفا من أن تفرض، فقد أمن عمر رضي الله عنه من ذلك بسبب انقطاع الوحي‏.‏ فعمَلُهُ سنَّةٌ سنَّهَا للمسلمين اتباعا لِهَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قال فيها ‏"‏نعمت البدعة‏"‏ إما تواضعا، وإما تجاوزا في اللغة‏.‏ أما المتهورين الذين يحاولون النيل منه فأين فهمهم من فهمه، وأين تقواهم من تقواه‏.‏ وما أشد مناسبة قول بعضهم‏:‏ يا ناطح الجبل ليثلمه، خف على الرأس لا تخف على الجبل‏.‏ دار الحديث‏]‏

5014 - ‏(‏صلوا في بيوتكم‏)‏ النفل الذي لا تسن جماعته ‏(‏ولا تتخذوها قبوراً‏)‏ بترككم الصلاة فيها كالميت في قبره لا يصلي شبه المحل الخالي منها بالقبر والغافل عنها بالميت أو لا تجعلوا بيوتكم موطناً للنوم بلا صلاة فإن النوم أخو الموت وقد سبق‏.‏

- ‏(‏ت ن عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضاً أحمد وابن منيع والديلمي‏.‏

5015 - ‏(‏صلوا في بيوتكم ولا تتركوا النوافل فيها‏)‏ سميت نوافل لأنها زائدة على الفرض والأمر للندب بدليل خبر هل عليَّ غيرها قال‏:‏ لا إلا أن تطوع‏.‏

- ‏(‏قط في الأفراد عن أنس وجابر‏)‏ بن عبد اللّه ورواه عنه الديلمي‏.‏

5016 - ‏(‏صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً‏)‏ أي لا تخلوها عن الصلاة فيها شبه المكان الخالي عن العبادة بالقبور والغافل عنها بالميت ثم أطلق القبر على مقره ومعناه النهي عن الدفن في البيوت وإنما دفن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في بيت عائشة مخافة اتخاذ قبره مسجداً ذكره القاضي ‏(‏ولا تتخذوا بيتي عيداً‏)‏ أي لا تتخذوا قبري مظهر عيد ومعناه النهي عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد إما لدفع المشقة أو كراهة أن يتجاوز واحد التعظيم وقيل العيد ما يعاد إليه أي لا تجعلوا قبري عيداً تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا علي وظاهره ينهى عن المعاودة والمراد المنع عما يوجبه وهو ظنهم أن دعاء الغائب لا يصل إليه ويؤيده قوله ‏(‏وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم‏)‏ أي لا تتكلفوا المعاودة إليّ فقد استغنيتم بالصلاة عليّ لأن النفوس القدسية إذا تجردت عن العلائق البدنية عرجت واتصلت بالملأ الأعلى ولم يبق لها حجاب فترى الكل كالمشاهد بنفسها أو بإخبار الملك لها وفيه سر يطلع عليه من يسر له‏.‏ ذكره القاضي‏.‏